« قوزير »: مُرعب فرنسا في الأوراس ومحطم مؤامرة فصل الصحراء
0يعد الشهيد الصادق شبشوب من مواليد 1914 بمنطقة إينوغيسن بباتنة، نشأ في أسرة فقيرة عانت الحرمان والفقر، وقد مات أبوه وعمره لا يتجاوز 12 سنة، ما جعله يعمل في الفلاحة لمساعدة وإعالة إخوته ومقربيه. وبعد عودته من الخدمة العسكرية تزوج عايدة (فاطمة) لوصيف، وكانت من المجاهدات البارزات أثناء الثورة التحريرية، وقد عمل الصادق شبشوب عدة سنوات في الجيش الفرنسي.
وبعد تسريحه عمل في مصلحة الطرقات، وأصبح مسؤولا في تلك المصلحة، وحدث شجار بينه وبين مسؤول فرنسي، ما أدى إلى تدخل الدرك الفرنسي محاولا القبض عليه، وقد تفطن الصادق شبشوب للمؤامرة التي حيكت ضده، فقرر الاعتصام في الجبال، وفضل بذلك خيار التمرد على فرنسا، ما جعله ينضوي ضمن مجموعة الخارجين عن القانون الذي كان محصلة لاضطهاد وظلم الإدارة الفرنسية، وكان إلى جانب عدة متمردين شكلوا فيما بعد اللبنة الأولى لجيش التحرير الوطني، على غرار الحسين برحايل، قرين بلقاسم، المكي عايسي، أحمد قادة، المسعود بن زلماط الثاني، علي درنوني، لخضر بن مسعود أوصيفي، محمد بوحنيك، خالد نويوة وغيرهم. وكان الصادق شبشوب ضمن أفراد هذه المجموعات الثائرة على أوضاع الإدارة الفرنسية، وقد انضموا بعد ذلك إلى صفوف الحركة الوطنية، في الوقت الذي عمل الصادق شبشوب على توحيد صفوف المناضلين، وجمع شمل الأعراش، وإتباع أسلوب التوعية، وتنظيم العمل الثوري بمنطقة الأوراس تمهيدا لاندلاع الثورة التحريرية.
واكب الثورة منذ البداية
ترك بصماته في معركة بوكحيل الفاصلة
وشاية خائن تسببت في استشهاده بجبال نقاوس
المؤرخ علاق دوّن قوزير وزوجته في مجموعة « متمردي الشرف »
فاطمة لوصيف كانت رفقة زوجها ضمن متمردي الشرف،
الأوراسية التي أرعبت فرنسا طيلة 15 سنة
البطلة فاطمة توفيت ساعات قليلة قبل تكريمها عشية نوفمبر 2001
صنع الثائر الصادق شبشوب المدعو قوزير وزوجته فاطمة لوصيف (عيدة) التميز في طريقة محاربتهما الاستعمار الفرنسي، حيث يعد الثنائي المذكور من مجموعة متمردي الشرف التي اختارت الجبل بعد الحرب العالمية الثانية، وبالمرة الخروج عن القوانين الفرنسية، فإن مسيرة البطلة فاطمة لوصيف وزوجها قوزير اتسمت بالازدواجية والتميز في عديد الجوانب، بحكم أنهما حاربا لمدة 15 سنة كاملة، وهذا منذ منتصف الأربعينيات إلى غاية خريف العام 1961، وفي الثورة جاهدا في جبال الأوراس وفي صحراء الولاية السادسة.